Tuesday, October 02, 2007

حكايته الأولى


تحكي فلا تنتهي الحكايات ، اتخذت لنفسها لسانا من لحاء الأشجار ، بينما اتخذ هو لنفسه آذنين من الغفله
في البدء، كان يشير لحاجبه فيأتي بالقلم و الأوراق و دواة البحر ، و يجلس ليدون وراءها الحكايات ، غير أن ماء البحر كان قد نفد و لم تنفد كلماتها بعد - فضلا عن أن يد الحاجب اليمني تم قطعها جزاءا له على سرقته لتفاحه من حديقة القصر
هداه تفكيره إلى الإستعانه بأهل الرأي من الندماء و ذي الحظوه ، فاقترح عليه كبير البصاصين أن يستفيد بأمكانات جهازه الجباره ، من أجهزة تسجيل فائقة الجوده و الدقه
إلى هنا لم تبدأ مأساتها الحقيقيه بعد ، هي لم تخف يوما من بطش السيد ، أو لمعة سيف جلاده الأسود ، كما لم تفكر أبدا في الهرب مع أحد العبيد الذين عاشرتهم سرا في غفله من الملك
مأساتها الحقيقية بدأت حين خطر للملك أن يحكي حكايه ، كانت مخيلته - و بفضل حكاياها - قد نشطت و ازدهرت ، حتى آستيقظ ذات صباح و قرر أن يحكي حكايه
هي لم تكن أي حكايه
اقصد لم تكن كأي حكايه عاديه
فشربها لأكثر من عشرة فناجين من القهوه السوداء لتطرد شبح النعاس من عينيها ، و إبتلاعها لشريط كامل من حبوب الفلورست لتعالج صداعا بدأ يلازمها منذ أن فتح فمه - كل هذا و أكثر - يؤكد أنها لم تكن حكايه عاديه
لكن ما أدهش الملك و أثار حيرته في آن واحد : هو ما فعلته هي قبل أن ينتهي من سرد حكايته الأولى
رأها و قد انتفضت فجأه ، و نظرت في وجهه بعمق ، ثم -و بمنتهى الهدوء- قامت إلى حيث السياف
و انتزعت سيفه من الجراب
و دون أن تنطق بكلمة واحده
هوت بالسيف على عنقها الجميل ، لتحيل حكايته الأولى إلى بركه من الدم الأحمر القاني
,,,

No comments: