Thursday, May 22, 2008

شاديه و مدبولي

بصراحه هواك
عدى الشباك
و دخلي لحدت أوضة النوم
و أما اتخضيت
منه اتغطيت
جاني ف الأحلام يعاتبني بلوم
ــــــــــــــــــــــ
مرسي جميل عزيز - بليغ حمدي

Saturday, May 10, 2008

أبوكاليبتو . الإشتغال البصري على العنف

مشهد تقديم القرابين فوق قمة المعبد
القبيله تنتظر مصيرها

يمثل فيلم (أبوكليبتو) لحظة نضج في مسيرة ميل جيبسون كمخرج ، هنا اشتغل جيبسون أكثر على صورته ، اكسبها طابعا أكثر قسوه في التعامل مع العنف كدال على طبيعه بشريه مسيطره و مهيمنه على حركة التاريخ ، و كعادته منذ فيلمه (القلب الشجاع) ، التي تكررت في (آلام المسيح) يستلهم لحظه تاريخيه فاصله ليطرح من خلالها أفكاره و رؤيته السينمائيه الخاصه
في اللحظات الأخيره من حياة حضارة المايا ،التي نشأت في الغابات الإستوائيه شمال جواتيمالا و المكسيك يبدأ الفيلم ، من أسفل هرم تلك الحضاره نرى شكل إنهيارها دون أن نرى إنهيارها ذاته ، قبيله صغيره تحيا في الغابه حياه عاديه ، في مشهد البدايه نشاهد عدداً من شباب القريه و هم يصطادون خنزيراً برياً ، و يتم تقسيم الأجزاء الأهم من جسد هذا الخنزير عليهم ، قلب الخنزير يُعطى لـ(الضفدع المدخن) ، و الكبد لـ(الأنف المجعد) ، الأذنين لـ(ورق الكاكاو) ، بينما يأخذ (ملثم) -العاجز عن الإنجاب- الخصيتين
ينتبه (يد النمر) الذي كان يقوم بتقسيم الخنزير بسكينته ، ينصت إلى أصوات قادمه من خلفهم و هم جالسون حول الغنيمه ، لنكتشف قبيله أخرى لكنها ممزقه هذه المره ، تحاول البحث عن بدايه جديده بعد تعرض قريتهم للنهب ، حديث (يد النمر) مع أحدهم و رؤيته لفلولهم الجريحه الهاربه يثير بداخله القلق و يقض مضجعه ، يشعر بالخوف على ابنه الصغير و زوجته التي تنتظر مولوداً أخر ، ليتحول الخوف إلى حقيقه
تهاجمهم فرقة مرتزقه من العاصمه و تأخذهم كسبايا أثناء نومهم ، (يد النمر) الذي يتنبه مبكراً ينجح في إخفاء أسرته في حفره عميقه لا يستطيعون الخروج منها بمفردهم ، لذا فعليه أن يعود ليخرجهم
الرحله من الغابه إلى المدينه رحله قاسيه ، أكثر منها قسوه هو ما نراه بعد دخول المدينه ، العاصمه التي بلغت قمة أوجها في الصناعه نزلت إلى أسفل سافلين في أمور أخرى ، فقرائها يموتون بالأمراض الفتاكه و الجوع ، و سكانها يعبدون أله يرتوي بالدم ، يذبحون له مئات القرابين كل يوم فوق الهرم الذي يمثل معبده لكي يرضى و لا يرضى ، و في مشهد سيخلد طويلاً في الأذهان و يقدم جيبسون تفاصيله ببراعه حقيقيه نرى تقديم تلك القرابين ، نرى الجموع الغفيره التي اثارتها رائحة دم القرابين تنتشي مع كل قلب جديد ينتزع من داخل صدر صاحبه ، و كل رقبه جديده يتم فصلها عن أجساد حامليها تزداد معها وطأة نشوتهم ، في طقس ديني دموي كان يميز تلك الحضاره ، التي اعتاد أهلها أسر بعضهم البعض لتقديمهم كذبائح قربانيه لأغراض دينيه و سياسيه ، العنف هنا ليس عنفاً تجارياً كما هى عادة أفلام هوليود ، العنف هنا يكتسب منحى جماليا و دلالياً على ما يمكن أن تصل إليه حضاره ما قبل إنهيارها بلحظات
بتتابع تقديم القرابين يشاهد (يد النمر) ذبح أصدقائه واحداً تلو الأخر فوق منصة الآله ، حتى يأتي الدور على (يد النمر) نفسه ، و لكن بما يشبه المعجزة يحدث كسوف كامل للشمس ، يضطر معه كاهن الآلهه إلى أن يعلن على الجماهير المذعورة مما يحدث أن الآلهه قد رضت أخيراً ، و لم يعد هناك داع لذبح المزيد من القرابين البشريه

يسأل زعيم المرتزقه عن مصير بقية الأسرى ، فيرد عليه الكاهن بابتسامه واسعه :تخلص منهم ، هكذا و من أجل تسلية رجاله يذهب بهم إلى حقل من حقول الذره ليطاردهم فيه كأنهم فرائس لإثبات مهارات رجاله في الصيد ، لكن ينجح (يد النمر) في الهرب بعد أن يقتل أبن زعيم المرتزقه و هو مصاب ، ليبدأ الفيلم في عرض مطارده أخرى بينه و بين فريق المرتزقه للعوده إلى الغابه ، و تتوالى الأحداث
ينجح أخيراً (يد النمر) في الوصول للغابه بعد معركه شرسه قتل فيها معظم فرقة المرتزقه و لم يبقى منها سوى اثنان يطاردونه حتى النهايه ، حتى الشاطئ الذي تنتهي به اليابسه ، فجأه يقف الثلاثه محدقين مذهولين أمام مشهد جديد عليهم ، المراكب الأسبانيه التي تحمل جنوداً جاؤا مع مبشر مسيحي للتبشير في هذه العالم الجديد ، في دلاله على الإنطلاقه الجديده التي يشير لها إسم الفيلم -(أبوكلبتو) كلمه من لغة المايا تعني الإنطلاقه الجديده- و إشاره إلى الحقيقه التاريخيه التى تفيد بأن نهاية حضارة المايا كانت على يد الأوروبيين
مشاهد العنف في الفيلم صادمه ، هذا حقيقي ، لكن هناك أيضاً صدمة اللغه ، باعتماده لغه السياق الأصلي الذي تدور فيه أحداث فيلمه ، اللغه هي لغة المايا القديمة كلغة حوار، فعلها جيبسون من قبل في فيلم (ألام المسيح) مع اللغات الأراميه و العبريه ، يريد جيبسون أن ينقل الجو العام للحظه التاريخيه كما كانت ، مع الإحتفاظ لنفسه بحق تأويل هذه اللحظه التاريخيه
هل الفيلم هو نبؤه لما ستصير عليه أمريكا بعد كل هذا العنف ، يقدم جيبسون إنذاراً لأمريكا لتتنبه لمصيرها ، هل يسعى لإثراء نصه السينمائي بخطاب سياسي آني ، أم كل هذا مجتمعاً ، بعيداً عن السؤال السياسي المباشر ، يبقى فيلم (أبوكليبتو) واحداً من أجمل و أهم الأفلام الأمريكيه على مستوي الرؤيه الفنيه و البصريه ، لتشير بقوه لإمكانات مخرج مجيد اهتم هنا بصورته التى يصنعها ليقدم فيلماً يحمل جماليات و رؤى مختلفه كثيراً عن السائد حتى في السينما الأمريكيه ذاتها

,,,

Friday, May 09, 2008

أسعار السجائر الجديده


أصل اللي علمني إزاي أدخن ، معلمنيش إزاي أعزم
من النهارده واحده بس هي اللي هتطلع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رد صاحب المدونة على طلب أحد أصدقائه لسيجارة
,,,

فأولها

وللحب علامات يقفوها الفطن، ويهتدي إليها الذكي. فأولها إدمان النظر، والعين باب النفس الشارع، وهي المنقبة عن سرائرها، والمعبرة لضمائرها والمعربة عن بواطنها. فترى الناظر لا يطرف، يتنقل بتنقل المحبوب وينزوي بانزوائه ، و يميل حيث مال كالحرباء مع الشمس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
,,,

Sunday, May 04, 2008

بعشر قبلات في الهواء ، يقول وداعاً

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما الشمسُ تغربُ
قلتُ لصاحبي : إني قد يئستُ ، ثم إني قد يئستُ ، فأمسك بيدي وترجل خارجا بي ناحية الجسر ، رُحنا نمشي بينما الشمسُ تغربُ ، ولما لم تفلحْ إحدى وخمسون خطوة في أن تزحزحني عن سُكوتي قال صاحبي : انظر!! من ذا الذي يمكنه أن يكون جميلا هكذا ، في غروبه ، مثلما هو جميلٌ كلما أشرقَ ، قلتُ : لأنك أنتَ الشِّعرُ ، قال أنا الشِّعرُ قد منّ الله علىّ و جعلني صاحبكْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
البكاءُ على كتفِ الشعرْ
أخذني الشعرُ من يدي وقال أتستطيعَ معيَ صبرا ، قلتُ نعم ، وكان اليومُ يومَ جمعة ، ولم يكنْ باقيا على النداء للصلاة سوى ثلاثة أرباع الساعة ، قالَ سنصلي في مسجدٍ بالكوفة ، توضأنا وأخذنا زينتنا، وقبل أن يُرفع الآذانُ بدقائق معدوداتٍ كنا نتخطى عتبة المسجد مسرّين في أنفسنا : ربنا افتحْ لنا أبوابَ رحمتك ، ثم شرعنا نؤدي ركعتين (تحية المسجد) ، وبينما نحنُ ركوعٌ غشينا صوت المؤذن فتنزلت علينا السكينة ولم يعد في القلب من أمور الدنيا إلا اللمم ، حتى إذا قال المؤذن(حيّ على الفلاح) سمعنا دويا خِلتهُ قيامَ السّاعة، كانت الأشلاءُ تتطايرُ وصرخاتُ الهلع تدوي في باحة المسجد حين سقطتُ مغشيا عليّ ، وحين أفقتُ في المشفى سمعتُ الناسَ يقولون من يُردْ المشاركة في تشييع الضحايا فليتبعنا ، فتبعتهم إلى القبور ، هناك رأيت الشعر يُهيلُ الترابَ على الموتى ، ويسكبُ الماء بينما يتمتمُ : كلا ليس بمؤمن ، كلا ليسَ بمؤمن ، ولما رآني أخذني لجنبه صامتا ، قلتُ : سمعتك تتمتمُ ، قال : كنتُ أردّ على الموتى ، كلما سألني أحدُهم : أمؤمنٌ فعل بنا ذلك ؟ فأجيبُ : كلا ليس بمؤمن ، فألقيتُ برأسي على كتفه ورحتُ أبكي
ــــــــــــــــــــــــــــــ
حلمُ يقظةِ قصيدةِ نثرْ
بكفين صغيرتين فاجأني منَ الخلفِ ، وأطبقهما على عينيي ، وظل صامتا ، رحتُ أستنشقُ الرائحة علي أعرفُ منْ ذلك الحميم الذي اقتحمَ علىَّ شرودي ، لا يفعل ذلك إلا ولدٌ مرحٌ أو خلٌ يأتي بعد غياب ، دافئة أصابعُ كفيه وأنفاسُه توقظ داخلي ذكرياتِ صبا ، شيئا فشيئا أمسكتُ بخطوط جلبابه الداكن ، وتأرجحه في أغصان شجرة التوت ، (عليُّ) أيها الوغد ، تعالَ لأحضان الكلمات وأعطاف الموسيقى ، تدحرجْ بي يا وغد على حشائش السفح ، واغفر لراعية الأغنام التي التهمت نعجتُها نبتة المانجو ذاتِِ الأسابيع الست ، سامحها لأجلي يا فتى وراقصني على العشب ، دوّخْ تفاصيلي وأوقدْ على البوح حتى تنشق بذرة الحنين عن نبتة أخرى ، فإذا ما تهيأتُ لشفتيكَ فاعلم أنني فتنة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم تكنْ بنت الخَال ، لكنّهُ الشعرُ ابنُ خالة الحُبْ
قلْ لي يا عليّ : كيف تفرقَ بين الحُبّ الصّادقِ والحب الزائفِ ؟! هكذا باغتني قبلَ أن أفيقَ من تأثير طيبة الملامح ، والإطراقة الخَجلي ، والعينين ، العينين اللتين على مهل تركتا عينيّ ، قلتُ : عفوا !! قال : أتعرفُ الفرقَ بين الحب الحقيقي والحب المغشوش ، قلتُ : إذنْ تلصّصْتَ علىَّ أيها الشعرُ ، قال : كلا ، ولكن وددت أن يطمئن قلبي ، ثم تركني ومضى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حينما انتبهت القصيدةُ على نشيج الشاعرْ
ألجأتُ ظهري لظهره ، وأغمضتُ عينيّ ، لكنّ الخمسَ دقائق فاتتْ دون أن يسألني عمّا بي ، حتى أوشكتُ على البكاء إلا أنّ نحيبا مكتوما عصَف به فاستدرتُ واحتضنتهُ ، كانتْ عيناهُ حمراوين كأن لمْ ينم ليلتين ، قلتُ هوّنْ عليك يا حبيبي ، هَوّن على قلبكَ وعينيك ، قال أيفلتُ القتلة يوم الدين ، قلتُ لا يفلتون ، قال أرأيت إن استحوذ على البيان المجونُ ، قلتُ فبئس القرين ، قال أرأيت إن سفه الظُّرْفُ فطرة الطيّبين ، قلت أنتَ بريء مما يفترون ، قال فاشهدي قلتُ أنا من الشاهدين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيُّها الشعرُ ، أنا لوْلاكَ يتيمْ
في العاشرة والنصفِ من صَباح الثلاثاء الرابعِ والعشرين من شهر رجب سنة ثمانٍ وعشرين وأربعمائة وألف من الهجرة ، وبعد خمس وسبعين سنة من ولادتها ماتت أمي فدهمني اليتم بلا رحمة ، وخانتني ساقاي إلا أن ثمة من تلقفني بساعديه وأجلسني على حجر وقال : أيحزنك لمُّ شملهم بعد كل هذه السنين ، أمُّك وأختك وأبُوك ، قلتُ: كلا ، قال : أنسيتَ يا عليُّ أنهم لم يجتمعوا في الدنيا ، إذ ماتَ أبوك قبل أن تولد أختك وأنتَ ابنُ خَمس سنين ، قلتُ : نعم وسكنتُ فجلسَ إلى جواري وربّتَ على ركبتي فبصصتُ في عينيه وهمستُ : لو لم يقلها رسول حمزاتوفْ منْ قبل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشعرُ في العشرين ، الشعرُ في الخمسين
قبل ثلاثين سنة ونصف السنة كتبتُ قصيدة تفعيلية مولعة بالأيديولوجيا المادية ، وكان عنوانها ( الأرض تدور في جمجمة ابن منصور ) ما لبثت أن نشرتها دورية ثقافية في بلدة اشتراكية، سوى أن الدورية الثقافية لم يعد لها ذرية ، والبلدة الاشتراكية لم يدم لها بيرق ، وهاأنذا ما زلت أحلم بكتابة قصائد تشبه الأطعمة التي يتخطفها المساكين لدى المقابر ، تماما كأنها رحمة ونور على روح شاعرٍ مغمورْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كأنهنَّ المؤمناتُ الغافِلاتْ
قال الشعرُ إياك يا عليُّ أن تكون قد حزنتَ يوم حالوا بينك وبين ( جائزة الدولة التشجيعية ) ، قلتُ أنتَ تعلمُ أني ما كنتُ أريدُها إلا لقصيدة النثر ، قال الله أعلم لأي شئ كنتَ تريدَها، لكنه هو الله ربّك أراد ألا يمسَسْك رجسُ (الأموال العامة ) التي هي حقُّ اليتامى والمشردين ، وحقّ الثكالى والمحرومين ، وحق أطفال الشوارع والكادحين ، وحق الفقراء والمساكين ، فقل الحمد لله رب العالمين ، وإذا ما جاءتك القصائدُ كأنهنّ المؤمناتُ الغافلاتُ فلا تكونن من الغافلين
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وأظنُّهُ لا يزال هناكْ
كانت الشحناءُ ترتعُ بين الناس، وأنا والشعرُ نرقبُ من على رصيفٍ ، نظرتُ إليه ونظر إلىَّ وكأنما قرأ في عينيَّ ( أين ذهب العفو) فأمسكَ بيدي وقال: آخرَ مرة صادفتُ فيها العفو كانتْ هناك ، طيّ أدبيات التعاليم ، ثم أردفَ : وأظنه لا يزال هناك ـ حزينا ـ لا يجد من يأخذ بيده
ولو خطوة واحدة إلى الشارعْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ورقة بيْضاءَ في غُرفةِ الشاعرْ
قالَ لي الشعرُ : تعال الليلة يا عليّ نستمع لسورة الأنعام من الشيخ محمود خليل الحصري ، حتى إذا أتمها علينا حمدنا الله وانصرفنا ، كلٌ لحال سبيله ، أنتَ لحزنك الشفيفِ ، وأنا لورقة بيضاءَ في غرفة الشاعرْ
,,,
علي منصور
من ديوان (في مديح شجَرةِ الصَّبار) هنا

Friday, May 02, 2008

لذّات سرّية - حمدي الجزار


حمدي الجزار ينهي روايته الثانيه ، بعد طرحه الروائي الأول (سحرٌ أسود) يواصل الجزار مشروعه ، بالنسبه لصاحب هذه المدونه تمثل كتابة حمدي الجزار مشروع روائي هام و متميز، و نشر موقع كيكا منذ أيام فصل من روايته الجديده (لذات سريه) التي لا أعلم متى ينشرها الجزار ، لكني أنتظرها
,,,